للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ} أعطَوْه عهدَهم {قَالَ} يعقوبُ: {اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ} شهدٌ.

...

{وَقَالَ يَابَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ (٦٧)}.

[٦٧] {وَقَالَ} لهم يعقوبُ لما أرادوا الخروجَ من عندِه: {يَابَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ} خافَ عليهِمُ العينَ؛ لجمالِهم، والمدينةُ التي أمرَهم أن يدخلوها من أبوابٍ متفرقةٍ هي الفَرْما، وهي أولُ مدنِ مصرَ من جهةِ الشَّمال بالقربِ من قَطْيا، وهي قريةُ أمِّ إسماعيلَ بنِ إبراهيمَ عليهما السلام، وكان لها أربعةُ أبواب، فدخلوا منها.

{وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ} لا أقولُ ذلك دَفْعًا لما قضي، سواءٌ دخلتُم متفرقين أو مجتمعين.

{إِنِ الْحُكْمُ} أي: ما الحكمُ {إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ} اعتمدْتُ.

{وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ} وإلى اللهِ فليفوِّضْ أمورَهم المفوِّضونَ.

...

{وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ مَا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (٦٨)}.

[٦٨] {وَلَمَّا دَخَلُوا} متفرقينَ {مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ} من الأبوابِ المتفرقةِ.