للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ} فيهلِكُه.

{وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ} بتكذيبِهم عظمتَهُ وتوحيدَهُ.

{وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ} العقوبةِ، يقال: محلَ الرجلُ بالرجلِ: إذا مكرَ بهِ وأخذَه بسعايةٍ شديدةٍ.

...

{لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (١٤)}.

[١٤] رُوي أن عامرَ بنَ الطُّفَيل، وأَرْبَدَ بنَ ربيعةَ أخا لَبيدٍ وَفَدا على رسولِ الله قاصِدَيْنِ قتلَه، فأخذَهُ عامرٌ بالمجادلةَ، ودارَ أربدُ من خلفِه ليضربَهُ بالسيفِ، فتنبَّهَ له رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، وقال: "اللَّهُمَّ اكْفِنِيِهِما بِمَا شِئْتَ"، فأرسلَ اللهُ على أربدَ صاعقةً فأحرقَتْهُ، وولَّى عامِرٌ هاربًا، فنزلَ ببيتِ امرأةٍ سلوليةٍ، فرميَ بغُدَّةٍ عظيمهٍ، فماتَ، وكانَ يقولُ: غُدَّة كغدَّةِ البعيرِ، ومَوْتٌ في بيتِ سَلوليَّةٍ؟! فنزلت الآيةُ:

{لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ} (١) أي: هو المستحقُّ لها، وهي لا إلهَ إلا اللهُ.

{وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ} أي: الآلهةُ الذين يدعونَهم الكفار.

{لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ} يريدونه.

{إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ} أي: لا ينتفعُ عبدةُ الأصنامِ


(١) انظر: "تفسير الطبري" (١٣/ ١٢٠)، و "أسباب النزول" للواحدي (ص: ١٥٤)، و"تفسير القرطبي" (٩/ ٢٩٦ - ٢٩٧)، و"الدر المنثور" للسيوطي (٤/ ٦١٦ - ٦١٧).