للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[١١١] {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا} قال الحسينُ بنُ الفضل: يعني: الحمدُ للهِ الذي عَرَّفَني أنه لم يَتَّخِذْ ولدًا (١)، والآيةُ ردٌّ على اليهودِ والنصارى والعربِ في قولهم: عزيرٌ وعيسى والملائكةُ ذرية اللهِ، تعالى عن أقوالِهم.

{وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ} في الألوهيةِ {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ} أي: لم يَذِلَّ فيحتاجَ إلى وَليٍّ يتعزَّزُ به، وهو ردٌّ على العربِ في قولهم: لولا أولياءُ الله لَذَلَّ.

{وَكَبِّرْهُ} عن أنْ يكونَ له شريكٌ أو وَلِيٌّ {تَكْبِيرًا} قال عمرُ رضي الله عنه: "قَوْلُ العبدِ: اللهُ أكبرُ، خيرٌ من الدنيا وما فيها"، وهي أبلغُ لفظةٍ للعربِ في معنى التعظيمِ والإجلالِ، ثم أَكَّدَها بالمصدر تحقيقًا لها وإبلاغًا في معناها، والله أعلم (٢).

...


(١) انظر: "تفسير البغوي" (٢/ ٧٢٥).
(٢) إلى هنا تم الجزء الأول من تجزئة المؤلف لتفسيره، والمكون من جزأين، وجاء في آخره: "قال جامعه عفا لله عنه بكرمه: وكان الفراغ من جمع هذا الجزء عقب صلاة الظهر من يوم الخميس الثالث والعشرين من شهر صفر ختم بالخير والظفر سنة أربع عشرة وتسع مئة من الهجرة الشريفة النبوية المحمدية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام والتحية والبركة والإكرام وكان جمعه بالمسجد الأقصى الشريف شرفه الله وعظمة بقبة موسى عمَّرها الله بذكره ووافق الفراغ من تبيضه عقب صلاة الظهر من يوم السبت السابع والعشرين من جمادى الأولى سنة سبع عشرة وتسع مئة، الحمد لله وحده وصلواته على من لا نبي بعده محمد وآله وصحبه وسلامه، حسبنا الله ونعم الوكيل".
* هذا وقد وقع في النسخة الخطية "ش" خرم من قوله: "واستعارة الشفاء للقرآن هو بحسب إزالته للريب، وكشفه غطاء القلب لفهم المعجزات" (ص: ١٢٥) من هذا المجلد إلى هنا.