للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أظفارهم وأشعارهم، تيقنوا أن لبثهم أكثر من يوم.

فثم: {قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ} يعني: يمليخا {بِوَرِقِكُمْ} قرأ أبو عمرو، وحمزة، وخلف، وأبو بكر عن عاصم، وروح عن يعقوب (بِوَرْقِكُمْ) بإسكان الراء، والباقون: بكسرها (١)، والقراءتان معناهما واحد، وهي الفضة، مضروبة كانت أو غير مضروبة، المعنى: فأرسلوا واحدًا منكم بفضتكم {هَذِهِ} المعدة للنفقة {إِلَى الْمَدِينَةِ} التي خرجنا منها، وهي المسماة في الإسلام طرسوس، وكان اسمها في الجاهلية أقسوس.

{فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا} يعني: أي أهلها {أَزْكَى طَعَامًا} أحل وأطيب؛ لأنهم كان فيهم من يذبح للطواغيت {فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ} بشيء.

{مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ} يترفَّق في الشراء، وفي طريقه، وفي دخوله (٢) المدينة حتى لا يطلع عليه.

{وَلَا يُشْعِرَنَّ} يعلمن {بِكُمْ أَحَدًا} من الناس.

...

{إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا (٢٠)}.

[٢٠] {إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا} يطلعوا {عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ} يقتلوكم، قيل:


(١) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: ٣٨٩)، و"التيسير" للداني (ص: ١٤٣)، و"تفسير البغوي" (٣/ ٢١)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (٢/ ٣١٠)، و"معجم القراءات القرآنية" (٣/ ٣٥٥ - ٣٥٦).
(٢) "وفي دخوله" ساقطة من "ت".