للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

كان من عادتهم القتل بالحجارة، وهو أخبث القتل.

{أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ} يردوكم إلى دينهم {وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا} لن تسعدوا لا في الدنيا ولا في الآخرة إن رجعتم إلى دينهم.

...

{وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا (٢١)}.

[٢١] {وَكَذَلِكَ} أي: وكما أنمناهم وأيقظناهم لحكمة.

{أَعْثَرْنَا} أطلعنا {عَلَيْهِمْ} لحكمة، وهي {لِيَعْلَمُوا} قوم نيدوسيس.

{أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ} بالبعث {حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا} لأن الكفار منهم كانوا ينكرون البعث والحساب، المعنى: ليعلموا أنَّ القادر على إنامة هؤلاء هذه المدة، وإبقائهم بلا غذاء قادر على إحياء الموتى وحشرهم.

{إِذْ} أي: واذكر إذ {يَتَنَازَعُونَ} أي: المسلمون والكافرون {بَيْنَهُمْ} بين المتنازعين {أَمْرَهُمْ} أمر الفتية {فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا} والتنازع في البنيان، فقال المسلمون: نبني عليهم مسجدًا يصلي فيه الناس؛ لأنهم على ديننا، وقال المشركون: نبني عليهم كنيسة؛ لأنهم من أهل نسبنا، فلما لم يتحقق المتنازعون ذلك قالوا:

{رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ} قرأ السوسي عن ابن عمرو: (أَعْلَمْ بِهِمْ) (أَعْلَمْ بِعِدَّتِهِمْ) وشبهه بإسكان الميم عند الباء إذا تحرك ما قبلها تخفيفًا لتوالي الحركات، فتخفى إذ ذاك بغنة، فإن سكن ما قبلها، ترك ذلك