للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

إجماعًا (١). فغلب المؤمنون كما أخبر تعالى في قوله:

{قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ} وهم نيدوسيس الملك وأصحابه:

{لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ} لنجعلن على باب الكهف.

{مَسْجِدًا} فجعلوا ثَمَّ مسجدًا يُصلى عليه.

**

{سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا (٢٢)}.

[٢٢] {سَيَقُولُونَ} أي: نصارى نجران حين ناظروا النبي - صلى الله عليه وسلم - في عدد أصحاب الكهف: {ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ} وهذا قول السيد، وكان يعقوبيًّا، وقيل: اليهود {وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ} وهذا قول العاقب، وكان نسطوريًّا.

{رَجْمًا} مصدرة أي: ظنًّا وحسدًا، وهو يستعار من الرجم؛ كأن الإنسان يرمي الموضع المشكل المجهول عنده يظنه المرة بعد المرة يرجمه؛ عسى أن يصيب {بِالْغَيْبِ} من غير يقين.

{وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ} وهذا قول المسلمين، فصدقهم الله تعالى، والواو في قوله: (وثامنهم) واو عطف دخلت في آخر


(١) انظر: "الغيث" للصفاقسي (ص: ٢٧٨ - ٢٧٩)، و"معجم القراءات القرآنية" (٣/ ٣٥٧ - ٣٥٨).