للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

خلقته للشر، وأجريته على يديه" (١)، وهذا قول أكثر المفسرين.

{وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا} فحُفِظا بصلاح أبيهما في أنفسهما ومالهما، وقيل: كان الجد السابع.

{فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا} إيناس رشدهما {وَيَسْتَخْرِجَا} حينئذ {كَنْزَهُمَا رَحْمَةً} نعمة {مِنْ رَبِّكَ} قال أولًا: {فَأَرَدتُّ} ثم قال: {فَأَرَدنَا}، ثم قال: {فَأَرَادَ رَبُّكَ} توسعًا في اللغة، قال بعضهم: لما قال الخضر: (فأردت) أُلهم: من أنت حتى تكون لك إرادة؟! فجمع في الثانية، فأُلهم: من أنت وموسى حتى تكون لكما إرادة؟ فخص في الثالثة الإرادة لله (٢) تعالى؛ ليعلم أن الكل إليه.

{وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي} أي: باختياري، بل بأمر الله وإلهامه.

{ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ} أي: ما لم تُطق.

{عَلَيْهِ صَبْرًا} اسطاع واستطاع بمعنى واحد.

ولما فارقه موسى، قال: أوصني، قال: لا تطلب العلم لتُحدِّثَ به، واطلبه لتعمل به.

واختلف في حياة الخضر، فكثير من العلماء ذهب إلى أنه حي، وهو يصلي الجمعة في خمسة مساجد: في المسجد الحرام، ومسجد المدينة، ومسجد بيت المقدس، ومسجد قباء، ومسجد الطور، في كل مسجد جمعة، ويأكل في كل جمعة أكلتين من كمأة وكرفس، ويشرب مرة من ماء


(١) رواه البيهقي في "الزهد" (٢/ ٢١٤).
(٢) في "ت": "بالله".