للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا (١٥)} [مريم: ١٥].

[١٥] {وَسَلَامٌ عَلَيْهِ} أي: سلامة له من الشيطان.

{يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا} إلى الموقف.

قال سفيان بن عيينة: أوحش ما يكون الإنسان في هذه الأحوال: يوم ولد فيخرج مما كان، ويوم يموت (١) فيرى قومًا لم يكن عاينهم، ويوم يبعث فيرى نفسه في محشر لم ير مثله، فخص يحيى بالسلامة في هذه المواطن (٢).

...

{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا (١٦)} [مريم: ١٦].

[١٦] {وَاذْكُرْ} يا محمد {فِي الْكِتَابِ} أي: القرآن {مَرْيَمَ} يعني: قصتها، وهذا ابتداء قصته ليست من الأولى.

{إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا} أي: اعتزلتهم ناحية {مَكانًا} ظرف {شَرقِيًّا} نعته؛ أي: نحو المشرق في بيت المقدس، ولذلك اتخذ النصارى المشرق قبلة.

...

{فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (١٧)} [مريم: ١٧].


(١) "ويوم يموت" ساقطة من "ش".
(٢) رواه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (١٦/ ٥٨ - ٥٩)، والبيهقي في "الزهد الكبير" (٢/ ٢٢٨)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٦٤/ ١٧٤).