للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا} صالحًا زكيًّا (١)؛ لأنه قام بطاعته.

...

{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (٥٦)} [مريم: ٥٦].

[٥٦] {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ} وهو جد أبي نوح، واسمه حنوخ -بحاء مهملة ونون وواو وخاء معجمة-، وسمي إدريس، لكثرة درسه الكتب، وهو ابن يرد بن مهلائيل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم عليه السلام، وكان إدريس خياطًا، وهو أول من خط بالقلم، وأول من خاط الثياب ولبس المخيط، وكان من قبله يلبسون الجلود، وأول من اتخذ السلاح وقاتل الكفار، وأول من نظر في علم الحساب، وأدرك إدريس من حياة شيث جد جده عشرين سنة، ولما صار له من العمر ثلاث مئة وخمس وستون سنة، رفعه الله إلى السماء، وكان قد نبأه الله تعالى، وانكشفت له الأسرار السماوية، ونزل عليه جبريل أربع مرات، وله صحف منها: لا تروموا أن تحيطوا بالله خبرة؛ فإنه أعظم وأعلى أن تدركه فطن المخلوقين، إلا من آثره. {إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا}.

...

{وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا (٥٧)} [مريم: ٥٧].

[٥٧] {وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا} الجنة؛ لأنه روي أنه أذيق الموت ساعة، ثم أُحيي، ثم أُدخل الجنة ولم يخرج منها، وقيل: رفع إلى السماء الرابعة، وروي ذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (٢)، وقال كعب: صعد به ملك من الملائكة إلى


(١) في "ت": "زاكيًا".
(٢) وقد تقدم ذلك في حديث الإسراء والمعراج.