للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الجمع، والباقون: بغير ألف على التوحيد (١) {عَاصِفَةً} قوية.

{تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا} هي الشام، فكانت تسير به وبجنده على البساط، وكان عرضه فرسخًا في فرسخ، منسوج بإبريسم، عملته له الجن -حيث شاء، ثم يعود من يومه إلى منزله، وكان يقيل بمكان بينه وبينه شهر، ويمسي بآخر بينه وبينه شهر، وكان يغدو من إيلياء فيقيل بإصطخر، ثم يروح منها فيكون رواحها بكابل، وكان مقامه بتدمر، بناها له الشياطين بالصّفّاح والعَمَد وألوان الرخام.

{وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ} علمناه.

{عَالِمِينَ} بصحة التدبير فيه، فنفعل مقتضى الحكمة.

...

{وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ (٨٢)} [الأنبياء: ٨٢].

[٨٢] {وَمِنَ الشَّيَاطِينِ} أي: وسخرنا منهم {مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ} في البحر لاستخراج الدُّرِ ونحوه {وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَلِكَ} أي: سواه من الأعمال.

{وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ} لئلا يعصوه، ولئلا يفسدوا عملهم، لأنهم كانوا إذا فرغوا من عمل قبل الليل، أفسدوه إن لم يشتغلوا بغيره.

...


(١) انظر: "النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (٢/ ٢٢٣)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: ٣١١)، و"معجم القراءات القرآنية" (٤/ ١٤٥).