للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وأحمد: هي فرض كالحج، وتقدم الكلام على ذلك، وعلى أوجه الحج الثلاثة، وهي: الإفراد، والتمتع، والقران في سورة البقرة عند تفسير قوله تعالى: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} (١) [الآية: ١٩٦].


(١) جاء في هامش الأصل: روي عن بعض .... قال: "كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمنى، إذ أقبلت طائفة من اليمن، فقالوا: فداك الأمهات والآباء، أخبرنا بفضائل الحج، قال: بلى، أي رجل خرج من منزله حاجًّا أو معتمرًا، فكلما رفع قدمًا، ووضع قدمًا تناثرت الذنوب من بدنه كما يتناثر الورق من الشجر، فإذا ورد المدينة .... بالسلام صافحته الملائكة بالسلام، فإذا ورد ذا الحليفة واغتسل، طهره الله من الذنوب، وإذا لبس ثوبين جديدين، جدد الله له الحسنات، وإذا قال: لبيك اللهم لبيك، أجابه الله -عز وجل- بلبيك وسعديك، أسمع كلامك، وأنظر إليك، فإذا دخل مكة، وطاف وسعى بين الصفا والمروة، وصل الله له الخيرات، فإذا وافى عرفات، وضجت الأصوات بالحاجات، باهى الله بهم ملائكته بسبع سموات، ويقول: ملائكتي وسكان سمواتي! أما ترون إلى عبادي، أتوني من كل فج عميق شعثًا غبرًا، قد أنفقوا الأموال، وأتعبوا الأبدان، فوعزتي وجلالي وكرمي [لأجزين] منهم المحسن، [ولأطهرنهم] من الذنوب كيوم ولدتهم أمهاتهم، فإذا رموا الحجارة وحلقوا الرؤوس، وزاروا البيت، نادى مناد من بُطنان العرش: ارجعوا مغفورًا لكم، واستأنفوا العمل" (١). قال - صلى الله عليه وسلم -: "من مات ولم يحج، فليمت إن شاء يهوديًّا أو نصرانيًّا" (٢) انتهى.