للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ألفه بالكسر (١)، ضميره يرجع إلى (الله)، المعنى: يستخلفكم استخلافًا كاستخلاف الله داود وسليمان وبني إسرائيل أرضَ الجبارين.

{وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ} وهو الإسلام؛ بأن يظهره على جميع الأديان.

{وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ} قرأ ابن كثير، ويعقوب، وأبو بكر عن عاصم: بإسكان الباء وتخفيف الدال؛ من أبدل، وقرأ الباقون: بفتح الباء وتشديد الدال؛ من بدَّل، وهما لغتان (٢)، وقيل التبديل: تغيير حال إلى حال، والإبدال: رفعُ الشيء وجعلُ غيره مكانه.

{مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا} وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه مكثوا بمكة عشر سنين خائفين، ثم هاجروا إلى المدينة، وكانوا يصبحون في السلاح، ويبيتون فيه، فأظهر الله دينهم، ونصرهم، وأبدلهم من بعد الخوف أمنًا.

{يَعْبُدُونَنِي} فعل مستأنف؛ أي: هم يعبدونني.

{لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا} أي: يعبدونني موحدين.

{وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ} هذه النعمَ.

{فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} العاصون، وكان أول من كفر بهذه النعمة بعدما أنجز الله وعده الذين قتلوا عثمان بن عفان رضي الله عنه فغير الله تعالى ما بهم، وأدخل عليهم الخوف الذي كان رفعه عنهم حتى صاروا يقتتلون بعد أن كانوا إخوانًا.

...


(١) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: ٤٥٨ - ٤٥٩)، و"تفسير البغوي" (٣/ ٣١٠)، و"معجم القراءات القرآنية" (٤/ ٢٦٦).
(٢) المصادر السابقة.