للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[١٩] وسمع سليمان كلام النمل من ثلاثة أميال، وقيل: كان اسمها طاخية.

وعن قتادة: أنه دخل الكوفة، فالتف عليه الناس، فقال: سلوا عما شئتم، وكان أبو حنيفة -رضي الله عنه- حاضرًا وهو غلام حَدَث، فقال: سلوه عن نملة سليمان، أكانت ذكرًا أم أنثى؟ فسألوه، فأفحم، فقال أبو حنيفة: كانت أنثى، فقيل له: من أين عرفت؟ فقال: من كتاب الله، وهو قوله: {قَالَتْ نَمْلَةٌ} ولو كان ذكرًا، لقال: قال نملة وذلك أن النملة مثل الحمامة والشاة في وقوعها على الذكر والأنثى، فيميز بينهما بعلامة؛ نحو قولهم: حمامة ذكر، وحمامة أنثى، وهو وهي (١).

روي أنه لما أشرف على الوادي، حبس جنده حتى دخل النمل بيوتهم. وروي أنه قال لعظيم النمل: لِمَ قلت ادخلوا مساكنكم، أخفت عليهم مني ظلمًا؟ قال: لا، ولكن خشيت أن يفتنوا بما يرون من ملكك، فيشغلهم ذلك عن طاعة الله (٢).

{فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا} حال مؤكدة، والتبسم أول الضحك، وهو ما لا صوت له {مِنْ قَوْلِهَا} تعجبًا من حذرها وتحذيرها.

{وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي} ألهمني. قرأ ورش، والبزي: (أَوْزِعْنِيَ) بفتح الياء، والباقون: بإسكانها (٣).


(١) "الكشاف" للزمخشري (٣/ ٣٦١)، و"تفسير الرازي" (٢٤/ ١٦١).
(٢) ذكره القرطبي في "تفسيره" (١٣/ ١٧١) عن أبي إسحاق الثعلبي، قال: رأيت في بعض الكتب. . . فذكره.
(٣) انظر: "التيسير" للداني (ص: ١٧٠)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: =