للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أبواب داخل قصرها، وقصرها داخل سبعة قصور، وأغلقت الأبواب، وجعلت عليه حرسًا، وارتحلت إلى سليمان في اثني عشر ألف قَيْلٍ، مع (١) كل قَيْلٍ ألوف كثيرة.

...

{قَالَ يَاأَيُّهَا الْمَلأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (٣٨)}.

[٣٨] وكان سليمان رجلًا مَهِيبًا لا يبدأ بشيء حتى يسأل عنه، فجلس يومًا على سريره، فرأى رهجًا وجمعًا جمًّا على فرسخ عنه، فقال: ما هذا؟ قال: بلقيس بجنودها، فأقبل حينئذ سليمان على جنوده، و {قَالَ يَاأَيُّهَا الْمَلأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ} فيحرم علي أخذه منها (٢). واختلاف القراء في الهمزتين من {الْمَلأُ أَيُّكُمْ} كاختلافهم فيهما من {الْمَلأُ أَفْتُونِي} [يوسف: ٤٣ والنمل:٣٢].

...

{قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (٣٩)}.

[٣٩] {قَالَ عِفْرِيتٌ} المارد القوي {مِنَ الْجِنِّ} والإنس، مأخوذ من العفر، وهو التراب، فكأنه يصرع قرنه عليه من الخبر، واسمه كوذي:

{أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ} أي: من مجلسك الذي تقضي فيه، وكان يجلس إلى القضاء إلى نصف النهار.


(١) "مع" ساقطة من "ش".
(٢) انظر: "تفسير البغوي" (٣/ ٣٩٩ - ٤٠١).