للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{لَمْ يَذْهَبُوا} عن قتالهم جبنًا وفرقًا.

{وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزَابُ} كرة ثانية {يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ} يتمنوا لو كانوا في بادية مع الأعراب؛ من الخوف والجبن.

{يَسْأَلُونَ} قرأ رويس عن يعقوب: (يَسَّاءَلُونَ) بتشديد السين وفتحها وألف بعدها؛ أي: يتساءلون، وقرأ الباقون: بإسكانها من غير ألف (١) {عَنْ أَنْبَائِكُمْ} يتعرفون أحوالكم.

{وَلَوْ كَانُوا} يعني: هؤلاء المنافقين {فِيكُمْ} في الخندق.

{مَا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا} رياءً؛ رميًا بالحجارة والنبال يقيمون به عذرهم.

* * *

{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (٢١)}.

[٢١] {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ} أيها المخلفون {فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} قدوة صالحة؛ لأنه يقتدى به. قرأ عاصم: (أُسْوَةٌ) بضم الهمزة، والباقون: بكسرها، وهما لغتان (٢).

{لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ} أي: ثوابه {وَالْيَوْمَ الْآخِرَ} ونعيم الآخرة.

{وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} في جميع أوقاته وأحواله.


(١) انظر: "تفسير البغوي" (٣/ ٥٤٨)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (٢/ ٢٤٨)، و"معجم القراءات القرآنية" (٥/ ١١٨).
(٢) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: ٥٢١)، و"التيسير" للداني (ص: ١٧٨)، و"تفسير البغوي" (٣/ ٥٤٨)، و"معجم القراءات القرآنية" (٥/ ١١٨).