للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

كراهته، أو ما يكون تركه خيرًا من فعله، والإغضاء: التغافل عما يكره الإنسان بطبيعته.

{وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ} أي: لا يمتنع من تعريفكم الحق والصواب حياء منكم.

{وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ} أي: نساء النبي - صلى الله عليه وسلم -، وإن لم يذكرن؛ لأن الحال تدل عليهن.

{مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} أي: من وراء ستر، فبعد آية الحجاب لم يكن لأحد أن ينظر إلى امرأة من نساء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - متنقبة كانت أو غير متنقبة. قرأ ابن كثير، والكسائي، وخلف: (فَسَلُوهُنَّ) بالنقل، والباقون: بالهمز (١).

{ذَلِكُمْ} السؤال {أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ} من الريبة.

وقد صح في سبب نزول الحجاب ما روي عن عائشة -رضي الله عنها-: أن أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - كن يخرجن بالليل إذا تبرزن إلى المناصع، وهو صعيد أفيح، وكان عمر -رضي الله عنه- يقول للنبي - صلى الله عليه وسلم -: احجب نساءك، فلم يكن يفعل، فخرجت سودة بنت زمعة زوجُ النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلة من الليالي عشيًّا، وكانت امرأة طويلة، فناداها عمر: ألا قد عرفناك يا سودة! حرصًا على أن ينزل آية الحجاب، فأنزل الله آية الحجاب (٢).


(١) انظر: "إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: ٣٥٦)، و"معجم القراءات القرآنية" (٥/ ١٣٤).
(٢) رواه البخاري (١٤٦)، كتاب: الوضوء، باب: خروج النساء إلى البَراز، ومسلم =