للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يعقوب: برفع الراء على الابتداء، والباقون: بنصبها (١) بفعل يفسره {قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ} حال؛ أي: قدرنا القمر ذا منازل، وهي ثمانية وعشرون منزلًا، وهي السرطان إلى الرشاء، وهو بطن الحوت، وهي مقسومة على اثني عشر برجًا، وهي الحمل إلى الحوت، فينزل القمر كلّ ليلة منزلًا من منازله، ويسير سيرًا غير متفاوت، ويستسر ليلتين إنَّ كان الشهر ثلاثين، وليلة إنَّ كان تسعًا وعشرين، فإذا قطع منازله، دَقَّ في رأي العين وتقوس {حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ} كعذق النخلة {الْقَدِيمِ} لأنّ العذق إذا عتق، دَقَّ وتقوَّسَ واصفرَّ، فشبه القمر به، وتقدم في سورة يونس ذكرُ منازل القمر، والكلام عليه بأتمَّ من هذا.

* * *

{لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (٤٠)}.

[٤٠] {لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا} أي: لا يصح لها ولا يستقيم.

{أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ} أن تجتمع معه فتطمسَ نوره؛ لأنّ فلكها غيرُ فلكه، ولأنّها تقطع فلكها كلّ سنة مرّة، والقمر كلّ شهر مرّة.

{وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ} وإن كان سير القمر أسرعَ من سيرها، فهما يتعاقبان بحساب معلوم، لا يجيء أحدهما قبل وقته، ولا يجتمعان حتّى يبطل الله سبحانه هذا التأليف، ويطلع الشّمس من مغربها، ويجمع بين


(١) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: ٥٤٠)، و"تفسير البغوي" (٣/ ٦٤١)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (٢/ ٣٥٣)، و"معجم القراءات القرآنية" (٥/ ٢١٨).