للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

غزا مدينة حصينة في البحر يقال لها: صيدون، فقتل ملكها، وأخذ ابنته جرادة، فاصطفاها لنفسه لحسنها، فعملت تمثال أبيها في بيتها بإذن سليمان لتأنس به، فجعلت هي وجواريها يسجدون له بكرة وعشيًّا أربعين يومًا، وسليمان لا يعلم بشيء من ذلك، وبلغ ذلك آصفَ بنَ برخيا، وكان صِدِّيقًا، وكان مقرَّبًا عند سليمان، فقال: يا نبي الله! كبرت سني، ورق عظمي، ونفد عمرى، ولقد حان مني ذهابه، وقد أحببت أن أقوم مقامًا قبل الموت أذكر فيه من مضى من أنبياء الله، وأُثني عليهم بعلمي فيهم، وأعلم الناس بعض ما كانوا يجهلون من كثير من أمورهم، فقال: افعل، فجمع له سليمان الناس، فقام فيهم خطيبًا، فذكر من مضى من أنبياء الله، فأثنى على كل نبي بما فيه (١)، فذكر ما فضله الله به حتى انتهى إلى سليمان، فقال: ما كان أحلمك في صغرك، وأفضلك في صغرك (٢)، وأحكم أمرك في صغرك، وأبعدك من كل ما تكره في صغرك! ثم انصرف، فوجد سليمانُ في نفسه من ذلك حتى ملأه غيظًا، فلما دخل سليمان داره، أرسل إليه، فقال: يا آصف! ذكرت من مضى من أنبياء الله، فأثنيت عليهم خيرًا في كل زمانهم، وعلى كل حال من أمرهم، فلما ذكرتني، جعلت تثني علي بخير


= كرسي سليمان، وأقرب ما قيل فيه أن المراد بالفتنة كونه لم يستثن بالحديث الذي قال: "لأطوفن الليلة على سبعين امرأة .. فلم تحمل إلا امرأة واحدة وجائته بشق رجل"، فالفتنة هو هذا، والجسد الملقى هو المولود شقَّ رجل اهـ، ولتمام الفائدة انظر التعليق في نهاية هذه القصة المختلقة.
(١) "بما فيه" زيادة من "ت".
(٢) "وأفضلك في صغرك" ساقطة من "ت".