للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرَارِ (٦٢)}.

[٦٢] ولما دخل الكفار من صناديد قريش النار، تحيروا {وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَى} هنا {رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ} في الدنيا {مِنَ الْأَشْرَارِ}؟ يعنون: فقراء المسلمين، وهم عمار، وخباب، وصهيب، وبلال، وسلمان رضي الله عنهم (١).

{أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ (٦٣)}.

[٦٣] ثم ذكروا أنهم كانوا يسخرون من هؤلاء، فقالوا: {أَتَّخَذْنَاهُمْ} قرأ أبو عمرو، ويعقوب، وحمزة، والكسائي، وخلف: (مِنَ الأَشْرَارِ اتَّخَذْنَاهُمْ) بوصل همزة (اتَّخذْنَاهُمْ) على الخبر؛ أي: إنا اتخذناهم، ويبتدئون بكسر الهمزة، وقرأ الباقون: بقطع الهمزة مفتوحة على استفهام توبيخ أنفسهم (٢).

{سِخْرِيًّا} قرأ نافع، وأبو جعفر، وحمزة، والكسائي، وخلف: بضم السين؛ من التسخير، وهو العمل بلا أجر، وقرأ الباقون: بكسرها؛ من الهزء (٣).


(١) رواه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (٢١/ ٢٣٢)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٢٤/ ٢٢٦). وانظر: "الدر المنثور" للسيوطي (٧/ ٢٠١).
(٢) انظر: "التيسير" للداني (ص: ١٨٨)، و"تفسير البغوي" (٣/ ٧١٢)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (٢/ ٢٦١ - ٢٦٢)، و"معجم القراءات القرآنية" (٥/ ٢٧٣).
(٣) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: ٥٥٦)، و"التيسير" للداني (ص: ٢٦٠)، =