للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

له، أو تقربه {كَفَّارٌ} وهذه المبالغة إشارة إلى المتوغل في الكفر، العاتي فيه.

{لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا لَاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (٤)}.

[٤] {لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا} كما زعموا {لَاصْطَفَى} لاختار.

{مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ} ولم يخص (١) مريم ولا عيسى بذلك، ولخلق أشرف منه، واتخذه ولدًا (٢) ثم نزه نفسه فقال: {سُبْحَانَهُ} تنزيهًا له.

{هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ} المنفرد عن الصاحبة والولد {الْقَهَّارُ} اتصاف على الإطلاق؛ لأن أحدًا من البشر إن اتصف بالقهر، فمقيد في أشياء قليلة، وهو في حيز قهره لغيره مقهور لله تعالى على أشياء كثيرة.

{خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ (٥)}.

[٥] {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ} بالواجبِ الواقعِ موقعَه، الجامعِ للمصالح.

{يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ} يذهب أحدهما،


(١) في "ت": "يختص".
(٢) "ولدًا" زيادة من "ت".