للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

عليهم، وأنْ لا مساواة بينهم: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا} (١) اكتسبوا.

{السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ} أن نُصَيِّرهم.

{كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} مثلَهم.

{سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ} قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، وحفص عن عاصم: (سَوَاءً) بالنصب؛ أي: نجعلهم سواءً؛ يعني: أحسبوا أن حياة الكافرين ومماتهم كحياة المؤمنين سواء؟ كلا، وقرأ الباقون: بالرفع على الابتداء والخبر (٢)؛ أي: محياهم ومماتهم سواء، فالضمير فيهما يرجع إلى المؤمنين والكافرين جميعًا، وقرأ الكسائي: (مَحْيَاهُمْ) بالإمالة، والباقون: بالفتح (٣)، المعنى: لا يستويان في موتهما كما استويا في حياتهما، لأن المؤمن والكافر قد استويا في الرزق والصحة والمرض وغيرها في الدنيا، وافترقا في الآخرة بالجنة والنار {سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} بئس ما يقضون.

...

{وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (٢٢)}.

[٢٢] {وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ} لما فيه من فيض الخيرات، وليدل على قدرته تعالى {وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ} من خير وشر {وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} بنقص ثواب، ولا بتضعيف عقاب.


(١) انظر: "المحرر الوجيز" لابن عطية (٥/ ٨٥).
(٢) انظر: "التيسير" للداني (ص:١٩٨)، و"تفسير البغوي" (٤/ ١٢٦)، و"معجم القراءات القرآنية" (٦/ ١٥٢ - ١٥٣).
(٣) انظر: "إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: ٣٩٠)، و"معجم القراءات القرآنية" (٦/ ١٥٣).