للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

نصب على الظرف {هُوَ فِي شَأْنٍ} أي: كل حين ووقت يُحدِث أمورًا ويُجدد أحوالًا.

{فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٣٠)}.

[٣٠] {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} مما يسعف به سؤالكما.

{سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ (٣١) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٣٢)}.

[٣١] {سَنَفْرُغُ لَكُمْ} قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: (سَيَفْرُغُ) بالياء؛ لقوله: (يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ)، و (وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ)، و (وَلَهُ الْجَوَارِ)، فأتبع الخبر الخبر، وقرأ الباقون: بالنون (١) إخبارًا منه تعالى عن نفسه، وهو وعيد من الله سبحانه للخلق بالمحاسبة، وليس المراد منه الفراغ عن شغل؛ لأن الله تعالى لا يشغله شأن عن شأن.

{أَيُّهَ الثَّقَلَانِ} الجن والإنس، سميا بذلك؛ لأنهما ثقلا الأرض أحياءً وأمواتًا، وكتب (أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ) في النور [الآية: ٣١] و (يَا أَيُّهَ السَّاحِرُ) في الزخرف [الآية: ٤٩]، و (أَيُّهَ الثَّقَلاَنِ) هنا بغير ألف، وما سواها: (يَا أَيُّهَا)، و (يَا أَيَّتُهَا) بالألف. قرأ ابن عامر (أَيُّهُ) بضم الهاء على الإتباع لضمة الياء قبلها، وقرأ الباقون: بفتحها، ووقف أبو عمرو، والكسائي، ويعقوب


(١) انظر: "التيسير" للداني (ص: ٢٠٦)، و "تفسير البغوي" (٤/ ٢٨٨)، و"معجم القراءات القرآنية" (٧/ ٥٠ - ٥١).