للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

والتوجيه إلى ناحية ما، قال ابن عباس: من شكَّ أن المحشرَ بالشام، فليقرأ هذه الآية"، فكان أول حشر إلى الشام، قال النبي: - صلى الله عليه وسلم - "اخرجوا قالوا: إلى أين؟ قال: "إلى أرض المحشر، ثم تحشر الخلق يوم القيامة إلى الشام (١) (٢)، وقيل: معناه لأول الحشر؛ لأنهم كانوا أول من أُجلي من أهل الكتاب من جزيرة العرب، ثم أجلى آخرَهم عمرُ بن الخطاب رضي الله عنه، وسميت جزيرة، لأنه أحاط بها بحر الحبشة، وبحر فارس، ودجلة، والفرات.

{مَا ظَنَنْتُمْ} أيها المؤمنون {أَنْ يَخْرُجُوا} من المدينة؛ لعزهم وقوتهم {وَظَنُّوا} أي: بنو النضير.

{أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ} أي: من بأس الله؛ لوثوقهم بحصانتها.

{فَأَتَاهُمُ اللَّهُ} أي: أمرُه وعذابه {مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا} أي: يظنوا.

{وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ} الخوفَ بقتل سيدهم كعبِ بن الأشرف غيلةً قبلَ ذلك، وتقدم ذكرُ قتله في سورة آل عمران. قرأ أبو جعفر، وابن عامر، والكسائي، ويعقوب: (الرُّعُبَ) بضم العين، والباقون: بإسكانها (٣).

{يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ} يهدمونها. قرأ أبو عمرو: (يُخَرِّبُونَ) بفتح الخاء وتشديد الراء من خَرَّب، وقرأ الباقون: بإسكان الخاء مخففًا من أخرب،


(١) "إلى الشام" زيادة من "ت".
(٢) رواه ابن أبي حاتم في "تفسيره" كما نسبه السيوطي في "الدر المنثور" (٨/ ٨٩)، والبزار في "مسنده" كما عزاه الهيثمي في "مجمع الزوائد" (١٠/ ٣٤٣)، ورواه ابن عدي في "الكامل في الضعفاء" (٣/ ٣٨٥).
(٣) انظر: "التيسير" للداني (ص: ٩١)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (٢/ ٢١٦)، و "معجم القراءات القرآنية" (٧/ ١١١).