للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا (٢٤)}.

[٢٤] {وَقَدْ أَضَلُّوا} أي: الأصنام، وهو إخبار نوح عنهم، وهو منقطع مما حكاه عنهم، والمعنى: قد أضل هؤلاء {كَثِيرًا} من الناس.

روي أنها أسماء رجال صالحين كانوا في صدر الدنيا، فلما ماتوا، صَوَّرهم أهلُ ذلك العصر من حجر، وقالوا ننظر إليها، فنذكر أفعالهم، فهلك ذلك الجيل، وكبر تعظيم الآخر لتلك الحجارة، ثم كذلك حتى عبدت (١)، ثم انتقلت تلك الأصنام بأعيانها إلى قبائل العرب، ثم دعا نوح عليهم إلى الله تعالى فقال: {وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا} هلاكًا، فأهلكوا، وذكر الظالمين؛ لتعم الدعوة كلَّ من جرى مجراهم.

...

{مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا (٢٥)}.

[٢٥] {مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ} قرأ أبو عمرو: بفتح الطاء والياء وألف بعدهما من غير همز، وضمَّ الهاء مثل عَطاياهُم، وقرأ الباقون:. (خَطِيئَاتِهِمْ) بكسر الطاء وياء ساكنة بعدها وبعد الياء همزة مفتوحة وألف وتاء مكسورة وكسر الهاء للإتباع (٢)، وكلا القراءتين جمع خطيئة، و (ما) مزيدة للتأكيد والتفخيم، المعنى: من أجل خطيئاتهم.


(١) انظر: "المحرر الوجيز" (٥/ ٣٧٦).
(٢) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: ٦٥٣)، و"التيسير" للداني (ص: ٢١٥)، و"تفسير البغوي" (٤/ ٤٧٩)، و"معجم القراءات القرآنية" (٧/ ٢٣٣).