للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أنا قد أجمعنا على الكرة عليهم، فأخبروهم فقالوا:

{حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} فنزل:

{الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ} (١) أي: أجابوهما.

{مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ} أي: نالهم الجرحُ. وتقدم اختلافُ القرَّاء في فتح القاف وضمِّها.

{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا} بطاعتِهم للهِ ورسوله.

{مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا} المعاصيَ.

{أَجْرٌ عَظِيمٌ} و (من) في {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ} للتبيين، مثلها في قوله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً} [الفتح: ٢٩]؛ لأن الذين استجابوا لله والرسول قد أحسنوا كلُّهم واتقوا، لا بعضُهم.

{الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (١٧٣)}.

[١٧٣] {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ} نُعيمٌ الأشجعيُّ، أو الرَّكْبُ:

{إِنَّ النَّاسَ} أبا سفيانَ وأصحابَه.

{قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ} ليستأصلوكم.

{فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ} القولُ {إِيمَانًا} يقينًا وقوةً؛ بأن أخلصوا النيةَ، وعزموا على الجهاد.

{وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ} كافِينا.


(١) انظر: "تفسير الطبري" (٤/ ١٧٩)، و"أسباب النزول" للواحدي (ص: ٧٣).