للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إِنّما أَعطيتُك لِتَجِبَ لي عبدًا، فأردَّكَ ترعى الغنم كما كنتَ قبل ذلك! فأَخذ في نفسي ما يأخذ الناس، فانطلقتُ ثمَّ أَذَّنتُ بالصلاة، حتّى إِذا صليتُ العتمةَ؛ رجعَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إِلى أَهلِه، فاستأذنتُ عليه، فأَذنَ لي، فقلت: يا رسولَ الله! بأَبي أنت، إنَّ المشركَ الذي ذكرت لك أني كنت أَتَدَيَّنُ منه قال لي كذا وكذا، وليس عندك ما تقضي عني ولا عندي، وهو فاضحي، فَأْذَنْ لي أَن أَتوجّه (١) إِلى بعضِ هؤلاءِ الأَحياءِ الذين أَسلموا؛ حتّى يرزقَ الله (٢) ما يقضي عنّي؟! فقال - صلى الله عليه وسلم -:

"إِذا شئتَ اعتمدت".

قال: فخرجتُ حتّى آتي منزلي، فجعلتُ سيفي وجَعبتي ومِجَنِّي ونعلي عند رأسي، واستقبلت بوجهي الأُفق، فكلما نمت ساعة استنبهت، فإِذا رأيتُ عليّ ليلاً نمت، حتّى أَسفرَ الصبح الأَوّل (٣)، أردتُ أن أَنطلق؛ فإذا إِنسان يسعى يدعو: يا بلال! أجب رسولَ - صلى الله عليه وسلم -، فانطلقت حتّى أَتيته؛ فإِذا أَربع ركائب مُناخاتٍ عليهنَّ أَحمالُهنَّ، فأَتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فاستأذنتُه، فقال [لي] رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

"أَبشر؛ فقد جاءَ الله بقضائك"، فحمد [ت] الله، وقال لي:

" [أَلَمْ] تَمرُّ على الرَّكائبِ المناخاتِ الأَربع؟! ".


(١) في "الإحسان" (أَنوء)، والمعنى واحد.
(٢) زاد أَبو داود (رسوله).
(٣) يعني: البياض العمودي الذي يمتد إلى السماء قبل أن يمتدّ طولاً في الأُفق يمينًا ويسارًا، ويسميه البعض بالفجر الكاذب، وهو وقت الأذانِ الأَوّل الذي فيه: (الصلاة خيرٌ من النوم) قبل الأذان الثاني بقليل، انظر "تمام المنّة" (١٨٦ - ١٨٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>