للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٠٧ - ٤٩١ - ٤٩٣ - عن محمد بن عمرو بن عطاء قال:

سمعت أبا حميد الساعدي في عشرة [من] أصحابِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فيهم أبو قتادة، فقال أبو حميد: أنا أعلمكم بصلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قالوا: لم؟ فوالله ما كنتَ أكثرَنا له تَبْعَةً، ولا أقدَمنا له صحبة، قال: بلى، قالوا: فأعرِضْ، قال:

كانَ إذا قامَ إلى الصلاةِ كبّر، ثمَّ رفعَ يديه حتّى يحاذي بهما منكبيه.

ثمَّ يركعُ ويضعُ راحتيه على ركبتيه معتدلًا، لا يصوب رأسه (١) ولا يقنع به [ثم رفع رأسه] (٢).

ثمَّ يقول: "سمع الله لمن حمده"، ويرفع يديه حتّى يحاذي بهما منكبيه، حتى يقر (٣) كلّ عظم إلى موضعه.

ثمَّ يهوي إلى الأَرض (٤)، ويجافي يديه عن جنبيه. ثمَّ يرفع رأسه


(١) أي: لا ينكِّسُه، و (لا يُقنع به)؛ أي: لا يرفعه.
(٢) زيادة من الرواية الثانية المشار إليها برقم (٤٩٢)، ولم يسق المؤلف لفظها، وإنما أحال به على الرواية المذكورة، وقد استدركت الزيادة من "الإحسان" (١٨٦٢)، وهي ضرورية كما هو ظاهر، وهو مما فات المعلقين الأربعة.
(٣) أي: يستقر (كل عظم إلى موضعه)؛ يعني: من عظام ظهره، لما في رواية البخاري في هذا الحديث بلفظ: فإذا رفع رأسه؛ استوى حتى يعود كل فقار مكانه.
و (الفقار): عظام الظهر. والمراد بذلك كمال الاعتدال، كما قال الحافظ ابن حجر (٢/ ٣٠٨).
(٤) أي ينحط إلى الأرض ساجدًا بقوة. هذا ما يقتضيه أصل هذه الكلمة: (هوى يهوي) كما في قوله تعالى: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى}، وما روي في صفة مشيته - صلى الله عليه وسلم -: "كأنما يهوي من صبب". قال ابن الأثير: "أي: ينحط، وذلك مشية القوي من الرجال".
قلت: وإذا صح هذا، فهذه الهيئة لا تصدق على من يسجد على ركبتيه, لأنه يكون مقرونًا بالأناة والهوينى، وإلا اصطدمت ركبتاه بالأرض، وشابه البعير في بروكه تمام المشابهة، وهذا مشاهَد من أكثر المصلين لمن تأمله، فهل من معتبر؟!

<<  <  ج: ص:  >  >>