للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"مَن يُؤْويني وينصرني، حتّى أَبلّغَ رسالاتِ ربّي؟! " (١).

حتّى إنَّ الرجلَ ليخرج من (اليمن) أَو من (مصر)، فيأتيه قومُهُ فيقولون: احْذَرْ غلامَ قريش لا يفتنك! ويمشي بين رحالِهم وهم يشيرون إِليه بالأَصابعِ، حتّى بعثنا الله له من (يَثْرب)، فآويناه وصدقناه، فيخرج الرّجل منّا فيؤمن به، ويقرئه القرآن، وينقلبُ إِلى أَهلِه، فيسلمون بإسلامِه، حتّى لم يبقَ دارٌ من دورِ الأَنصارِ؛ إِلّا وفيها رهط من المسلمين يظهرونَ الإسلام.

ثمَ إِنّا اجتمعنا فقلنا: حتّى متى نتركُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يُطْرَدُ في جبالِ مكّة ويُخاف؟! فرحل اليه منّا سبعون رجلًا، حتّى قدموا عليه مكة في الموسم، فواعدناه بيعة العقبة، [فقال عمّه العباس: يا ابن أَخي! إِنّي لا أدري ما هؤلاء القوم الذين جاؤوك؟! إِنّي ذو معرفة بأهل يثرب] (٢)، فاجتمعنا عندها من رجل ورجلين، حتّى توافَيْنا، [فلما نظرَ العباس في وجوهنا؛ قال: هؤلاء قومٌ لا أَعرفهم، أَحداث!] (٣) فقلنا: يا رسولَ الله! على ما نبايعُك؟ قال:

"تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسلِ، وعلى النفقة في العسر واليسر، وعلى الأَمرِ بالمعروف والنهي عن المنكر، وأَن تقولَها لا تبالي (٤) في الله لومة لائم، وعلى أن تنصروني وتمنعوني - إِذا قدمت عليكم - ممّا تمنعون منه أَنفسكم وأَزواجكم وأَبناءكم، ولكم الجنّة".


(١) زاد في الرواية الأخرى: "وله الجنة"، ويشهد لها آخر الحديث هنا.
(٢) و (٣) هاتان الزيادتان عند المؤلف في الرواية الأُخرى، وفي سنده ضعف، بيّنته فيما علّقته عل الأَصل "الإحسان" (٩/ ٧٩).
(٤) كذا في طبعتي "الإحسان" أَيضًا، والسياق يقتضي أنَّ الصواب: "وأن تقولوها لا تبالون! "، ويؤيّده رواية أَحمد بلفظ: "وأَن تقولوا في الله لا تخافون ... "، ولم يعلق عليه الأربعة بشيء!

<<  <  ج: ص:  >  >>