للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٠٨٦ - ٢٤٦٦ - عن طلحة بن عبيد الله، قال:


= "حدثني محمَّد بن إبراهيم التميمي" وبذلك يظهرُ أنَّ الإسناد جيد أو قويٌّ، كما قال المعلق على طبعة المؤسسة، ولكنّي في شك كبير من ثبوت هذا التصريح بالتحديث من ابن إِسحاق، وذلك لما يأتي:
أولًا: عدم ورود التصريح في "الموارد"، وكل من مؤلف "الموارد" - وهو الهيثميّ -، و"الإحسان" - وهو الأَمير الفارسي - رجع إلى الأَصل - ولا بد -، وهو "صحيح ابن حبان"، فإمّا أن يكونَ الخطأ من أَحدهما، أو من نسختهما من "الصحيح".
الثاني: وعلى افتراض أنَّ الصحيح ثبوت التصريح في "الصحيح"؛ ففي الطريق إلى ابن إسحاق: محمَّد بن عثمان العقيلي، فهذا انفرد بالتصريح المذكور، وهو وإن كانَ روى عنه جمع من الحفاظ كالنسائي وغيره، وذكره ابن حبان في "الثقات" (٩/ ٩٨)، ومع أنّه تفرّد بتوثيقه؛ فقد قال فيه:
"يغرب". وكذا قال الحافظ.
وأمّا الذهبي فبيّض له في "الكاشف"، ولم يَذكر فيه شيئًا! فيخشى أن يكونَ تصريحه من غرائبه! ويؤكده:
الثالث: أنه قد رواه جمع من الثقات عن ابن إسحاق معنعنًا، وهم:

١ - جعفر بن عون عند ابن حبان أَيضًا (رقم ٤٨٤ - الإحسان) و (الموارد فيما تقدم ١٩١٩ نحوه)، وابن أَبي شيبة (١٣/ ٢٥٤ - ٢٥٥)، والبزار (١٩٧١)، وأعله الشيخ شعيب في تعليقه على "الإحسان" بالعنعنة.

٢ - ابن أَبي عدي - وهو محمَّد بن إبراهيم بن أَبي عدي -، رواه أَحمد (٢/ ٢٣٥): ثنا ابن أَبي عدي به.

٣ - محمَّد بن سلمة - وهو الحراني -، رواه أَحمد أيضًا (٢/ ٤٠٣)، كلهم قالوا في روايتهم عن ابن إسحاق: "عن محمَّد بن إبراهيم".
ولذلك قال الحافظ المنذري في "الترغيب" (٣/ ٢٥٩/ ٢١): "رواه البزار وابن حبان في "صحيحه"؛ كلاهما من رواية ابن إسحاق، ولم يصرح بالتحديث".
ومن المُستبعد عادة أن يَحفظَ الثقة الواحد ما لم يحفظه الثقات، بل ما خالفهم فيه! بل هذا هو الشاذ عند المحدثين، وهذا لو لم يكن موصوفًا بالإغراب. وقد وهمَ المعلق على مسند أَبي يعلى (٦/ ٢١٤) وهمًا فاحشًا حين عزا التصريح المذكور لـ "مسند أَحمد" (٢/ ٢٣٥ و ٤٠٣)! كما غفل عن شذوذ رواية التصريح عند ابن حبان من طريق العقيلي، ووافقه على ذلك المعلّق على طبعة المؤسسة (٧/ ٢٤٨)، والله المستعان على قلة التحقيق، وكثرة التسويد!

<<  <  ج: ص:  >  >>