للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

حدثتني جسرة بنت دجاجة قالت: سمعت أم المؤمنين تقول: قام رسول الله صلي الله عليه وسلم فينا، ووجوه بيت أصحابه إلي المسجد فقال: «وجّهوا هذه البيوت عن المسجد». قال: ثم دخل فمكث ما شاء الله أن يمكث فلم يوجّهوها؛ رجاء أن يقول لهم رخصا. قالت: ثم خرج رسول الله صلي الله عليه وسلم فنادي بصوته: «وجهوا هذه البيوت عن المسجد؛ فإني لا أحلّ المسجد لحائض ولا جنب إلا لمحمد وآل محمد صلي الله عليه وسلم».

فالبخاري رأي حديث جسرة الذي يستثني محمدا صلي الله عليه وسلم وآله ولم يستثن أبا بكر مخالفا حديث عائشة الآخر الذي يستثني أبا بكر وحده. وكلا الحديثين مروي عن عائشة، فلو أنها روت الحديثين بالفعل لبينت حين ذكرت أحدهما المستثني الآخر الذي جاء في حديثها الآخر؛ لكنها لم تفعل فدلّ ذلك علي أنها لم ترو حديث جسرة.

فأما حديث عروة عن عائشة الذي ذكره البخاري فقد رواه الترمذي (١)، والدارمي (٢)، وعبد الله بن أحمد (٣) واللفظ له، وابن حبان في «صحيحه» (٤)، وابن عساكر في «تاريخه» (٥) من طرق عن عروة عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: «سدّوا هذه الأبواب الشوارع في المسجد إلا باب أبي بكر».

وأما حديث عباد بن عبد الله عن عائشة الذي ذكره البخاري هنا فقد ذكره البخاري بسنده ومتنه في ترجمة أيوب بن بشير الأنصاري في «التاريخ الكبير» (٦) فقال: وقال إسحاق: حدثنا عمرو بن الحارث عن عبد الله بن


(١) في كتاب المناقب - باب أمره صلي الله عليه وسلم بسد الأبواب إلا باب أبي بكر: ٢٠٣٠ ح ٣٦٧٨.
(٢) في كتاب علامات النبوة - باب في وفاة النبي صلي الله عليه وسلم (١/ ٢١٩) ح ٨٢.
(٣) في فضائل الصحابة (١/ ٨٢) ح ٣٣.
(٤) الإحسان (١٥/ ٢٧٢) ح ٦٨٥٧.
(٥) تاريخ دمشق (٣٠/ ٢٥٣).
(٦) (١/ ٤٠٧).

<<  <   >  >>