للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

القسم الخامس: الأحاديث التي أعلّها البخاري بمناقضة متونها الواقع

من المقاييس التي استعملها المحدثون في نقد المتن عرض المتن علي الواقع (١)، فكانوا يردّون الخبر إذا كان مخالفا الحقائق المعروفة والأحداث التاريخية المعلومه.

قال ابن حجر: مما يستدل به علي وضع الحديث مخالفة الواقع (٢)؛ إذ يستحيل أن يناقض قول الله أو قول رسوله الواقع. وقد قال تعالي: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا (٨٧)} [النساء: ٨٧]، وقال: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا (١٢٢)} [النساء: ١٢٢].

وقال عن نبيه صلي الله عليه وسلم: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (٣) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (٤)} [النجم: ٣، ٤].

وانتفاء مخالفة الواقع ليس شرطا في الحديث المرفوع فحسب؛ بل كل خبر صحيح لا بد أن يكون موافقا الواقع؛ لأن الذي يخالف الواقع هو الكذب، وهو ينافي الصحة.

وقد أعلّ البخاري عدة أحاديث بمناقضة متنها الواقع.

١ - فقد روى في «التاريخ الأوسط» (٣) عن عبد الوهاب بن عبد المجيد قال: حدثنا عوف عن المهاجر بن أبي مخلد حدثنا أبو العالية قال: حدثني


(١) انظر: مقاييس نقد متون السنة: ١٨٣.
(٢) القول المسدد: ٩.
(٣) (١/ ١٢٧) برقم ١٣٠.

<<  <   >  >>