للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يفصل بالتسمية بينها وبين ما يقرأ قبلها من السور سواء سورة الأنفال أو غيرها - لأن الله أنزل التسمية مع كل سورة سوى سورة براءة، وكذا لو كرر السورة فوصل بين آخرها وأولها فالأولى الفصل بالبسملة (١) - وإن كانت ليست آية من كل سورة - كما قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يعرف فصل السورة، حتى تنزل عليه بسم الله الرحمن الرحيم» (٢)، ولأن ذلك هو الموافق لرسم المصحف، ومن شرط صحة القراءة موافقتها لرسم المصحف (٣)، باتفاق أهل العلم، ولهذا أكثر القراء على الفصل بها بين السور، وكل من روي عنه الوصل، فقد روي عنه خلافه.

والأولى: في حال الابتداء بأول السورة أن يستعيذ ثم يقف، ثم يسمي ويقف، ثم يشرع في أول السورة، لأن الوقف على الاستعاذة تام، وكذا الوقف على البسملة، ولأن الثابت أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كما في حديث أم سلمة - رضي الله عنها - أنه كان يقطع قراءته آية آية (٤).

ويجوز أن يصل الاستعاذة بالبسملة، ثم يقف، ثم يشرع بأول السورة ويجوز أن يستعيذ ثم يقف، ثم يسمي ويصل البسملة بالسورة، ويجوز وصل الجميع، وصل الاستعاذة بالبسملة، ووصل البسملة


(١) انظر «النشر» ١: ٢٧٠.
(٢) سبق تخريجه في المبحث الثالث من هذا الفصل ضمن أدلة القول الرابع.
(٣) انظر «مجموع فتاوى ابن تيمية» ٢٢: ٣٥٢.
(٤) سبق تخريجه في المبحث الرابع من هذا الفصل ضمن أدلة القول الثاني.

<<  <   >  >>