للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والشكر نقيضه الكفران (١) وبين الحمد والشكر عموم وخصوص (٢).

فالحمد أعم من حيث ما يقع عليه، فهو يقع على الصفات اللازمة والمتعدية تقول: حمدته لفروسيته وشجاعته، وحمدته لكرمه.

وهو أخص من حيث الأداة التي يقع بها، فهو يقع على الصفات اللازمة والمتعدية تقول: حمدته لفروسيته وشجاعته، وحمدته لكرمه.

وهو أخص من حيث الأداة التي يقع بها، فهو يقع باللسان فقط، قال تعالى: {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا} (٣).

قال الزمخشري (٤):

«وهو إحدى شعب الشكر «.

قلت: وليس معنى كونه يقع باللسان فقط أن يكون ذلك بدون مواطأة القلب وموافقته، لأن الحمد كما تقدم وصف المحمود بصفات الكمال مع المحبة والتعظيم في القلب، ومعلوم أن مدار الأعمال كلها صلاحًا أو فسادًا على القلب قال - صلى الله عليه وسلم -: «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى «(٥) وقال - صلى الله عليه وسلم -: «ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي


(١) انظر: «الكشاف» ١: ٨، «الجامع لأحكام القرآن» ١: ١٣٣.
(٢) انظر: «المفردات» مادة «شكر»، «معالم التنزيل» ١: ٣٩، «الكشاف» ١: ٧، ٨، «المحرر الوجيز» ١: ٦٣، «زاد المسير» ١: ١١، «الجامع لأحكام القرآن» ١: ١٣٤، «تفسير النسفي» ١: ٣، «مجموع الفتاوى» ١١: ١٣٣ - ١٣٤ - ١٣٥، ١٤٦ «تفسير ابن كثير» ١: ٤٥.
(٣) سورة الإسراء، الآية: ١١١.
(٤) في «تفسيره» ١: ٧، وانظر: «الجامع لأحكام القرآن» ١: ١٣٣ - ١٣٤.
(٥) أخرجه من حديث عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - البخاري في بدء الوحي- الحديث (١)، ومسلم في الإمارة- الحديث ٧٠٩١.

<<  <   >  >>