للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تعالى: {وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ} (١).

وكما قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا} (٢)، وقال تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَآَتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ} (٣).

وهذه الأملاك الدنيوية، ملوكها وما ملكوا ملك له - جل وعلا -. ولهذا حرم أن يتسمى بملك الأملاك، لأن الله - عز وجل - هو مالك الأملاك كلها ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم - في حديث أبي هريرة: «أخنع الأسماء عند الله رجل تسمى بملك الأملاك» (٤).

وكثير من هؤلاء الملوك خارجون عن طاعته - جل وعلا - مبارزون له في المعصية كما قال تعالى: {وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَاخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا} (٥) أي ملك عاص لله ظالم للعباد. بل كثير منهم يحكمون ممالكهم بغير حكم الله، ويظلمون عباد الله، ويتخوضون في مال الله بغير ما يرضي الله.

وقد حكم الله تبارك وتعالى وقضى بزوال هذه الأملاك، ورجوع الملك له وحده في ذلك اليوم، كما قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ


(١) سورة البقرة، الآية: ٢٤٧.
(٢) سورة البقرة، الآية: ٢٤٧.
(٣) سورة المائدة، الآية: ٢٠.
(٤) أخرجه البخاري في الأدب - باب أبغض الأسماء إلى الله - الحديثان ٦٢٠٥، ٦٢٠٦، ومسلم في الآداب - تحريم التسمي بملك الأملاك، الحديث ٢١٤٣.
(٥) سورة الكهف، الآية: ٧٩.

<<  <   >  >>