للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والمراد بالضالين: من فقدوا العلم, فتركوا الحق عن جهل, وعبدوا الله على غير هدي, وعلى غير بصيرة (١). قال تعالى: {فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ} (٢).

ويأتي في مقدمة الضالين النصارى (٣) كما في حديث عدي بن حاتم- المتقدم قريبًا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال في قوله: (ولا الضالين) هم «النصارى».

وهكذا وصف الله النصارى بالضلال في غير هذا الموضع. قال تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ} (٤).

قال ابن كثير (٥) بعد أن ذكر تفسير المغضوب عليهم باليهود والضالين بالنصارى: «وقال ابن أبي حاتم لا أعلم بين المفسرين في تأويل ذلك اختلافًا».

وإذا كان سبب ضلال النصارى في الأصل هو الجهل, فلا يمنع أن يكون طرأ عليهم في هذا الزمن مع الجهل العناد والإصرار. وإتباع الهوى,


(١) انظر: «تفسير الطبري» ١٩٢:١ - ١٩٥, «المحرر الوجيز» ٨٦:١, «الجامع لأحكام القرآن» ٨٦:١, «تفسير ابن كثير» ٥٨,٥٧:١
(٢) سورة يونس, الآية: ٣٢.
(٣) درج كثير من الكتاب المسلمين متأثرين بغيرهم من كتاب غير المسلمين علي تسمية النصارى بالمسيحيين, وهذا خطأ لأن القرآن سماهم النصارى, ولم يسمهم المسيحيين, لأن المسيح منهم برئ.
(٤) سورة المائدة, الآية: ٧٧.
(٥) في «تفسيره» ٥٩:١, وانظر: «فتح الباري» ١٥٩:٨.

<<  <   >  >>