للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال ابن القيم (١) رحمه الله: «في ذكر هذه الأسماء بعد الحمد, وإيقاع الحمد على مضمونها ومعناها ما يدل على أنه محمود في إلهيته, ومحمود في ربوبيته, محمود في رحمانيته, محمود في ملكه, وأنه إله محمود ورب محمود, ورحمن محمود, وملك محمود, فله بذلك جميع أقسام الكمال, كمال من هذا الاسم بمفرده, وكمال من اقتران أحدهما بالآخر ..».

٨ - يؤخذ من قوله -تعالى-: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} الإقرار والاعتراف من العبد لله جل وعلا بالكمال من جميع الوجوه وبالفضل والإنعام والإحسان, والإقرار من العبد على نفسه بضعفه وفقره وحاجته إلى ربه في أمور دينه ودنياه. وهذا من أجل أنواع العبادة لله وأفضلها, بأن يعترف العبد لله بالكمال المطلق من جميع الوجوه, ويدخل على ربه من باب الذلة والانكسار, ولا يعجب بعملة. وهذا هو أصل معني العبادة لله تعالى- كما تقدم. وقد كان هذا دأب الأنبياء والمرسلين والصالحين من أممهم يدعون ربهم متذللين خاضعين سائلين ربهم المغفرة. قال - صلى الله عليه وسلم -: «أنت ربي وأنا عبدك ظلمت نفسي وأعترف بذنبي جميعا إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت» (٢).

٩ - إثبات توحيد الأسماء والصفات «توحيد العلم» لأن الله افتتح


(١) في «مدارج السالكين» ٥٩:١ - ٦١, وانظر «التفسير القيم» ص٣٤ - ٣٧. وانظر «الكلام عن مسألة السماع» ص ١٩٥ - ١٩٧.
(٢) أخرجه مسلم في صلاة المسافرين- الحديث ٧٧١ من حديث علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -. وانظر «أمراض القلوب وشفاؤها» لابن تيمية ص١١ - ١٢.

<<  <   >  >>