للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

السورة بقولة تعالى {الْحَمْدُ لِلَّهِ} ومعناه- كما تقدم- وصفه تعالى بصفات الكمال, كما ذكر تعالى فيها خمسة من أسمائه, وهي «الله» , و «الرب» و «الرحمن» و «الرحيم» و «الملك» وهذه الأسماء دالة على بقية أسمائه تعالى, وكل منها يؤخذ منه إثبات صفة من صفاته- تعالى فاسمه- تعالى «الله» يدل على إثبات صفة الربوبية العامة له تعالى صفة ذاتية له تعالى وصفة فعلية, واسماه «الرحمن» «الرحيم» يدل الأول على إثبات صفة الرحمة الذاتية له- تعالى ويدل الثاني «على إثبات صفة الرحمة الفعلية له عز وجل» كما قال تعالى: {يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ} (١) , وقوله تعالى: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} على القراءتين يدل على أنه مالك يوم الدين ومليكه.

وأن من صفاته تعالى الذاتية والفعلية أنه مالك, وملك يوم الدين. كما يدل قوله تعالى {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عليهِمْ} على إثبات صفة الغضب له- تعالى-, كما يليق بجلاله وعظمته. وفي إثبات أسمائه تعالى وصفاته رد على نفاتها من المعطلة وغيرهم.

وقد ذكر ابن القيم (٢) - رحمه الله- اشتمال الفاتحة على أنواع التوحيد الثلاثة ثم ذكر أنه دل من هذه السورة على توحيد الأسماء والصفات شيئان مجمل ومفصل, قال: «أما المجمل فإثبات الحمد له


(١) سورة العنكبوت, الآية: ٢١.
(٢) انظر «مدارج السالكين» ٤٨:١ - ٥٩, وانظر: «التفسير القيم» ص٢٦ - ٥٥,٣٥

<<  <   >  >>