للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سبحانه, وأما المفصل فذكر صفة الإلهية والربوبية والرحمة والملك, وعلى هذه مدار الأسماء والصفات. فأما تضمن الحمد لذلك, فإن الحمد يتضمن مدح المحمود بصفات كماله ونعوت جلاله, مع محبته, والخضوع له, فلا يكون حامدًا من جحد صفات المحمود, ولا من أعرض عن محبته والخضوع له, وكلما كانت صفات كمال المحمود أكثر كان حمده أكمل, وكلما نقص من صفات كماله نقص من حمده بحسبها, ولهذا كان الحمد كله لله حمدا لا يحصيه سواه لكمال صفاته وكثرتها .. ثم ذكر دلالة هذه الأسماء الخمسة وغيرها من أسمائه تعالى على إثبات الذات والصفات له جلا وعلا ثم بين دلالة اسمه تعالى (الله) على جميع أسمائه الحسني وصفاته العليا, ولهذا تضاف إليه جميع أسمائه كما قال تعالى {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} (١) , ثم ذكر ما هو أخص من الصفات بكل اسم من هذه الأسماء.

١٠ - إثبات توحيد الإلوهية, «توحيد العبادة» يؤخذ من اسمه- تعالى: (الله) لأن معناه كما تقدم: المألوه المعبود محبة وتعظيمًا.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية (٢): «والله هو الإله المعبود, فهذا الاسم أحق بالعبادة, ولهذا يقال: الله أكبر, والحمد لله, سبحان الله, لا إله إلا الله, كما يؤخذ توحيد العبادة من قوله {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} كما سيأتي- إن شاء الله.


(١) سورة الأعراف, الآية: ١٨٠.
(٢) في «مجموع الفتاوى» ١٢:١٤.

<<  <   >  >>