للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

للناس الترغيب برحمة الله والتبشير بها قبل الترهيب من عقوبته، بل ينبغى ان يعطى الكلام عن رحمه الله أكثر لأن رحمته تعالى سبقت غضبه، لكن لاينسى الترهيب من عقوبته، ولكل مقام مقال.

٢٤ - الجميع بين الترغيب والترهيب (١) يؤخذ ذلك من قوله تعالى: {الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ} فهذا ترغيب، ثم قال تعالى: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} وهذا ترهيب كما قال تعالى: {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (٤٩) وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمَ (٥٠)} (٢)، وقال تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ} (٣) وقال تعالى: {غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ} (٤).

وعن أبى هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال «لو يعلم الؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع بجنته أحد، ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من جنته أحد» (٥).

والغرض من الترغيب والترهيب في القرآن والسنة المسلم إلى ربه بين الرغبة والرهبة، وبين الخوف والرجاء، فلا يغلب جانب أحدهما على الآخر فيهلك.


(١) انظر «الجامع لأحكام القرآن» ١: ١٣٩،تفسير ابن كثير ٥٠:١.
(٢) سورة الحجر، الآيتان: ٥٠:٤٩
(٣) سورة الأعراف، الآية:١٦٧.
(٤) سورة غافر، الآية:٣.
(٥) أخرجه مسلم في التوبة - باب سعة رحمة الله تعالى وأنها سبقت غضبه الحديث ٢٧٥٥.

<<  <   >  >>