للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الْخَاسِرِينَ} (١).

وقال موسى عليه السلام: {رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي} (٢).

وقال ذو النون: {لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} (٣) ومثل ذلك، لأن السائل شدة حاجته كما قال موسى عليه السلام {رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ} (٤).

ويتفرع عن هذه الفائدة أنه يقدم بين يدي سؤاله ما يكون سببًا للإجابة كالثناء عليه والدعاء له وذكر السائل شدة حاجته قال الشاعر:

أأذكر حاجتي أم قد كفاني ... حياؤك إن شيمتك الحياء

إذا أثنى عليك المرء يومًا ... كفاه من تعرضه الثناء (٥)

قال ابن القيم (٦) ولما كان سؤال الله الهداية إلى صراط المستقيم أجل المطالب، ونيله أشرف المواهب: علم الله عباده كيفية سؤاله، وأمرهم أن يقدموا بين يديه حمده والثناء عليه وتمجيده، ثم ذكر عبوديتهم وتوحيدهم فهاتان وسيلتان إلى مطالبهم. وتوسل إليه بأسمائه وصفاته، وتوسل إليه بعبوديته. وهاتان الوسيلتان، ولا يكاد يرد


(١) سورة الأعراف، الآية: ٢٣
(٢) سورة القصص الآية:٢٤
(٣) سورة الأنبياء، الآية:٨٧
(٤) سورة القصص الآية:٢٤
(٥) انظر «تفسير أبن كثير» ٥٤:١
(٦) في مدارج السالكين ٤٧ - ٤٦:١ وأنظر التفسير القيم ص ٢٣ - ٢٤

<<  <   >  >>