للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بل إن التوفيق لهذه النعمة سبب للتوفيق لما دونها من النعم، وإن حرمانها سبب وعلامة على حرمان ما دونها من النعم.

وهذه هي النعمة المطلقة التي بها سعادة المرء في الدنيا والآخرة، وهي التي تخص الله بها أولياءه أما مطلق النعمة فهو عام لهم ولغيرهم.

قال ابن القيم (١) رحمه الله: «وفي تخصيصه لأهل الصراط المستقيم بالنعمة ما دل على أن النعمة المطلقة للفلاح الدائم، وأما مطلق النعمة فعلى المؤمن والكافر، فكل الخلق في نعمة، فهذا فصل النزاع، في مسألة هل لله على الكافر نعمة أم لا؟. فالنعمة المطلقة لأهل الإيمان، ومطلق النعمة تكون للمؤمن والكافر، كما قال تعالى {وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ} (٢). والنعمة من جنس الإحسان، بل هي الإحسان، والرب تعالى إحسانه على البر والفاجر والمؤمن والكافر، وأما الإحسان المطلق فللذين اتقوا والذين هم محسنون».

٤٥ - في قوله تعالى «مبنيًا للفاعل الاستعطاف بنسبة النعم إلى الله والاعتراف بنعمه السابقة على العباد فكأنه يقول أسألك يا رب الهداية يا سابق الإنعام والفضل والإحسان، كما في الدعاء


(١) في مدارج السالكين ١: ٣٥، وانظر «التفسير القيم» ص١٢، «بدائع الفوائد».
(٢) سورة إبراهيم، الآية ٣٤

<<  <   >  >>