للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعلى الجهمية معطلة الصفات، وعلى الجبرية، وعلى القائلين بالموجب بالذات دون الاختيار والمشيئة وإثبات أن الله فاعل مختار والرد على منكري تعلق علمه بالجزئيات، ومنكري النبوات وإثبات صفة التكلم لله - عز وجل -، والرد على من قال بقدم العالم، وكل هذا سبقت الإشارة إليه.

وختم ابن القيم هذا الفصل في بيان تضمنها للرد على الرافضة. قال: «وذلك من قوله {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} إلى آخرها. قال: ووجه تضمنه إبطال قولهم: أنه سبحانه قسم الناس إلى ثلاثة أقسام: «منعم عليهم» وهم أهل الصراط المستقيم، الذين عرفوا الحق واتبعوه. «ومغضوب عليهم» وهم الذين عرفوا الحق ورفضوه، و «ضالون» وهم الذين جهلوه فأخطأوه. فكل من كان أعرف للحق، وأتبع له كان أولى بالصراط المستقيم، ولا ريب أن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورضي الله عنهم هم أولى بهذه الصفة من الروافض فإنه من المحال أن يكون أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورضي الله عنهم - جهلوا الحق وعرفه الروافض، أو رفضوه وتمسك به الروافض.

ثم إنا رأينا آثار الفريقين تدل على أهل الحق منهما. فرأينا أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتحوا بلاد الكفر وقبلوها بلاد إسلام، وفتحوا القلوب بالقرآن والعلم والهدى، فآثارهم تدل على أنهم أهل الصراط المستقيم ورأينا الرافضة بالعكس في كل زمان ومكان، فإنه قط ما قام للمسلمين عدو من غيرهم إلا كانوا أعوانهم على الإسلام، وكم جروا على الإسلام وأهله من بليه ... ولهذا فسر السلف الصراط المستقيم وأهله بأبي بكر وعمر وأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ورضي الله عنهم، وهو

<<  <   >  >>