للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كما فسروه، فإنه صراطهم الذي كانوا عليه، وهو عين صراط نبيهم ... وأشد الأمة مخالفة له الرافضة ... فقد تبين أن الصراط المستقيم طريق أصحابه وأتباعه، وطريق أهل الغضب والضلال طريق الرافضة. وبهذه الطريقة - بعينها - يرد على الخوارج فإن معاداتهم الصحابة معروفة».

٦٦ - تضمنت السورة شفاء القلوب، كما تضمنت شفاء الأبدان، قال ابن القيم (١): «فأما اشتمالها على شفاء القلوب فإنها اشتملت عليه أتم اشتمال فإن مدار اعتلال القلوب وأسقامها على أصلين: فساد العلم وفساد القصد. ويترتب عليهما داءان قاتلان وهما الضلال والغضب فالضلال نتيجة فساد العلم والغضب نتيجة فساد القصد، وهذان المرضان هما ملاك أمراض القلوب جميعها. فهداية الصراط المستقيم تتضمن الشفاء من مرض الضلال، ولذلك كان سؤال هذه الهداية أفرض دعاء على كل عبد وأوجبه عليه كل يوم وليلة في كل صلاة، لشدة ضرورته وفاقته إلى الهداية المطلوبة، ولا يقوم غير هذا السؤال مقامه. والتحقق بـ {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} علمًا ومعرفة وعملا وحالا يتضمن الشفاء من مرض فساد القلب والقصد ... إلي أن قال: ثم إن القلب يعرض له مرضان عظيمان إن لم يتداركهما العبد تراميا به إلى التلف ولابد، وهما الرياء والكبر، فدواء الرياء بـ {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} ودواء الكبر بـ {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} وكثيرا ما كنت أسمع شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول:


(١) في «مدارج السالكين» ١: ٧٩ - ٨٢.

<<  <   >  >>