للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[تفسير سورة الكافرون]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ * وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}.

سورة الكافرون سورة مكية؛ هي سورة التوحيد والبراءة من الشرك والضلال، ذكر الله عز وجل، فيها أنه لا يجوز صرف العبادة لغيره عز وجل، وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعلن دعوته على الملأ أن لا معبود بحق إلا الله، وقيل: إن قريشًا من جهلها وطغيانها دعت النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى عبادة أوثانها سنة، ويعبدون الله سنة، فأنزل الله هذه السورة ولم تكن العرب تجحد وجود الله عز وجل، وأنه الخالق الرازق المدبر، لذا فهم يحجون ويتصدقون وينفقون، لكنهم جعلوا مع الله إلهًا آخر شريكًا له في العبادة, فأنزل الله هذه السورة؛ لتعلن الدين كله لله لا شريك له، قال تعالى:

{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} أي: قل يا محمد وأعلن لهم بالنداء، وهذا يشمل كل كافر سواء كان من المشركين أو من اليهود، أو من النصارى.

{لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ} أي: لا أعبد الذين تعبدونهم، وهم الأصنام وأتبرأ منهم ظاهرًا وباطنًا.

{وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ} أنا لا أعبد أصنامكم، وأنتم لا تعبدون الله، ولستم أنتم ما دمتم على شرككم وكفركم عابدين لله الواحد الأحد الذي أعبده.

<<  <   >  >>