للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فسكت، ثم مضى ساعة فتنفس، فقلت: ما شأنك بأبي أنت وأمي يا رسول الله؟ قال: "نعيت إلي نفسي يا ابن مسعود". قلت: استخلف. قال: "من؟ " قلت: عمر بن الخطاب. فسكت، ثم مضى ساعة، ثم تنفس فقلت: ما شأنك؟ قال: "نعيت إلي نفسي". قلت: فاستخلف. قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من؟ " قلت: علي بن أبي طالب. قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أما والذي نفسي بيده، لئن أطاعوه ليدخلن الجنة أجمعين أكتعين".

وهو حديث غريب جدًّا، وأحرى به ألا يكون محفوظا، وبتقدير صحته فالظاهر أن هذا بعد وفودهم إليه بالمدينة على ما سنورده، فإن في ذلك الوقت في آخر الأمر لما فتحت مكة، ودخل الناس والجان أيضا في دين الله أفواجا، نزلت سورة {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا}، وهي السورة التي نعيت نفسه الكريمة فيها إليه، كما قد نص على ذلك ابن عباس، ووافقه عمر بن الخطاب عليه، وقد ورد في ذلك حديث سنورده عند تفسيرها، والله أعلم. وقد رواه أبو نعيم أيضا، عن الطبراني، ... عن ابن مسعود، فذكره وذكر فيه قصة الاستخلاف. وهذا إسناد غريب، وسياق عجيب. (الأحقاف: ٢٩)

٧٣٠ - طريق أخرى مرسلة: ... عن عكرمة في قوله تعالى: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ} قال: هم اثنا عشر ألفا جاؤوا من جزيرة الموصل، فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لابن مسعود: "أنظرني حتى آتيك"، وخط عليه خطا، وقال: "لا تبرح حتى آتيك". فلما خشيهم ابن مسعود كاد أن يذهب، فذكر قول رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلم يبرح، فقال له النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لو ذهبت ما التقينا إلى يوم القيامة". (١) (الأحقاف: ٢٩)

٧٣١ - طريق أخرى مرسلة أيضا: قال سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة في قوله تعالى: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ} قال: ذكر لنا أنهم صرفوا إليه من نِينَوَى، وأن نبي الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "إني أمرت أن أقرأ على الجن فأيكم يتبعني؟ " فأطرقوا، ثم استتبعهم فأطرقوا، ثم استتبعهم الثالثة فقال رجل: يا رسول الله، إن ذاك لذو ندبة فأتبعه ابن


(١) وفي إسناده الحكم بن أبان، وهو ضعيف.

<<  <   >  >>