للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عليه، ثم دلّي إليّ ثانية؛ فشربت منه نفساً ثمّ رفع، فذهبتُ أنظر؛ فإذا هو بين السماء والأرض، ثمّ دلّي إليّ الثالثة؛ فشربت منه حتى رويت وأهرقت على رأسي ووجهي وثيابي، قالت: فخرجوا فنظروا، فقالوا: من أين لك هذا يا عدوة الله؟! قالت: فقلت لهم: إنّ عدوة الله غيري من خالف دينه، وأمّا قولكم من أين هذا؛ فمن عند الله، رزقاً رزقنيه الله، قالت: فانطلقوا سراعاً إلى قربهم وأداواهم فوجدوها موكأة لم تحلّ، فقالوا: نشهد أن ربّك هو ربّنا، وأنّ الذي رزقك ما رزقك في هذا الموضع بعد أن فعلنا بك ما فعلنا هو الذي شرع الإِسلام، فأسلموا وهاجروا جميعاً إلى رسول الله، وكانوا يعرفون فَضْلِي عليهم وما صنع الله إلي، وهي التي وهبت نفسها للنبي ، وهي من الأزد، فعرضت نفسها على النبي ، وكانت جميلة وقد أسنت، فقالت: إني أهب نفسي لك وأتصدّق بها عليك، فقبلها النبيّ ، فقالت عائشة: ما في امرأة حين تهب نفسها لرجل خير، قالت أم شريك: فأنا تلك، فسمّاها الله مؤمنة، فقال: ﴿وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ﴾، فلما نزلت هذه الآية؛ قالت عائشة: إنّ الله ليسرع لك في هواك.

قال محمد بن عمر: رأيت من عندنا يقولون: إنّ هذه الآية نزلت في أمّ شريك، وإنّ الثبت عندنا أنّها امرأة من دوس من الأزد؛ إلا في رواية موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه عن جده (١). [ضعيف جداً]


(١) أخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (٨/ ١٥٥، ١٥٦): نا محمد بن عمر؛ قال: حدثني الوليد بن مسلم عن منير به.
قلنا: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ مسلسل بالعلل:
الأولى: الواقدي وهو محمد بن عمر؛ متروك الحديث، وكذبه بعضهم.
الثانية: الوليد بن مسلم؛ يدلس تدليس التسوية ولم يصرح هنا بالتحديث.
الثالثة: منير هذا لم نجد له ترجمة، وسياقه فيه نكارة.
الرابعة: الإرسال.

<<  <  ج: ص:  >  >>