للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

• عن عروة بن الزبير؛ قال: كان جلاس بن سويد بن الصامت يسير في غزاة له ومعه ابن عم له يدعى عمير بن عبيد، وهو غلام حدث، وجلاس لا يظن أن الغلام يعي ما يقول، فقال جلاس: والله لئن كان ما يقوله حقًا -يعني رسول الله ﷺ- إنا لشر من الحمير، فلما تكلم بذلك وعاه الغلام، فلما انصرفوا مشى الغلام عمير إلى رسول الله ﷺ فقال: جئتك يا رسول الله، أخبرك عن رجل والله لهو أحب الناس إليّ جميعًا، ولكني خفت أن ينزل في قوله من السماء قارعة، أو أمر فأشركه فيه إن أنا كتمت عليه، إن جلاسًا قال: والله لئن كان ما يقول هذا حقًا -يعنيك يا رسول الله- لنحن شر من الحمير. قال عروة: وقد كان مولى لجلاس، وجد قتيلًا في دور الأنصار، فلم يعقلوه، فكلمهم رسول الله ﷺ فعقلوه له فأصاب من ذلك غنى فبعث رسول الله ﷺ إلى جلاس، فجمع بينه وبين الغلام، فحلف جلاس بالله ما قاله، فقال الغلام عمير: بلى والله لقد قلت، وأيم الله لولا أني خفت أن ينزل فينا قارعة ويخلطني معك ما قلت


= قلنا: وأخرجه النسائي والدارقطني والبيهقي والطحاوي في "المشكل" (١١/ ٤١٩ رقم ٤٥٣١) من طريق محمد بن ميمون الخياط عن سفيان بن عيينة عن عمرو به موصولًا.
قلنا: وهذا ضعيف -أيضًا- والصواب فيه الإرسال، وقد خالف محمد بن ميمون -وفيه ضعف- ابن أبي شيبة وعبد الرزاق وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي والحميدي وغيرهم الذين رووه عن ابن عيينة مرسلًا؛ ولذلك قال النسائي عقبه: "وابن ميمون ليس بالقوي".
وعليه؛ فالحديث لا يصح موصولًا، وإنما الصواب فيه الإرسال، وهذا هو الذي رجحه شيخنا العلامة الألباني ﵀ في "الإرواء" (٧/ ٣٠٤ رقم ٢٢٤٥)، ومن قبله الترمذي والنسائي وأبو حاتم.
وقال الزيلعي في "نصب الزيلعي" (٤/ ٣٦١): إن ابن حبان صوّب إرساله.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (٤/ ٢٤٤) وزاد نسبته لابن المنذر وابن مردويه وأبي الشيخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>