للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك، على أن تجعل اللام متعلقة بـ "قوموا"؛ لأن دخول الفاء يمنع من ذلك؛ ألا ترى أنه لا يجوز: جئت فلأكرمك؛ ولكن تعلقه بفعل محذوف دل عليه ما في الكلام، [كأنه] قال: قوموا فلأصلي لكم أمرتكم بالقيام، فيكون كقوله تعالى: {وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي}، كأنه قال: ولكن ليطمئن قلبي سألتك أن تريني إحياء الموتى.

وقول أنس: "قد اسود، من طول ما لبس" [٣١]. سمى الجلوس عليه لبساً مجازاً، وفي القرآن: {وَلِبَاسُ التَّقْوَى} فسر أنه الحياء؛ لأنه يستتر به، كأنه استعارة، بسب المشابهة في الاستتار، فكذلك الحصير يتوقى به ألم البرد، والحر، كالثوب؛ فهو نوع من الاستتار، وهذا النوع أحد أنواع المجاز؛ وهي ثلاثة:

الأول: ما استعير للشيء بسبب المشابهة في خاصية مشهورة، كقولهم للشجاع: أسد، وللبليد: حمار، فمنه هذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>