للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هاء]. والكوفيون يعللون هذا؛ بأن يقولوا: لما كان القعود- الذي هو الجلوس- يشترك فيه المذكر والمؤنث، فصل بينهما بالهاء، فقيل للرجل: قاعد، وللمرأة: قاعدة، ولما كان القعود عن الحيض لا حظ فيه للمذكر لم يحتج إلى فرق، وهذا خطأ عند البصريين؛ لأنا قد وجدنا صفات لا تخفى يشترك فيها المذكر والمؤنث ولم يفرق بينهما بالهاء، كقولهم: رجل عاشق، وامرأة عاشق، ورجل حاسر الرأس، وامرأة حاسر، والقول فيه عند البصريين أن ما جاء منها بالهاء فهو مبني على الفعل، وما جاء بغير هاء، فهو بمعنى النسب، فإذا قالوا: امرأة عاشقة بنوها من عشقت، فأثبتت الصفات كما لحقت تاء التأنيث فعلها، ومن قال امرأة عاشق، فالمعنى: ذات عشق.

وقوله: "لولا حدثان قومك بالكفر". جواب "لولا" محذوف تقديره: لفعلت، ووقع في رواية القعنبي غير محذوف كما ينبغي، وكذا حديث الأسود بن يزيد: "لولا أن قومك حديث عهدهم بالجاهلية". جواب "لولا"

<<  <  ج: ص:  >  >>