للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- وقوله: "ولم يفرق رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين امرأته حتى أسلم. ليس بمنزلة قوله: ما عاقبت زيداً حتى استحق العقاب؛ لأن هذا يوجب أن يكون إسلام صفوان سبباً موجباً للتفريق بينه وبين امرأته، كما كان استحقاق زيد العقاب سبباً موجباً لعقابه، لكنه بمنزلة قولك: لا تقمه من موضعه حتى يقوم على اختياره، معناه: اتركه حتى يقوم على اختياره، ولـ "حتى" معان تشكل، منها قول الشاعر:

لا يسلمون الغداة جارهم ... حتى يزل الشراك عن قدمه

فإن جعلته بمنزلة قول القائل: لا تبدأه حتى يبدأك. كان معناه: إذا زال الشراك عن قدمه أسلموه، ولم يرد الشاعر هذا، وإنما أراد أنهم لا يسلمونه حتى يبلغ الإسلام منه هذا المبلغ، ولكنهم يتداركونه قبل أن ينتهي إلى هذه الحال. فهذا معنى ثالث لـ "حتى" ولها معنى رابع- وهو أغرابها-، وهو استعمالها بمعنى/ ٥٢/ب الحين، كقوله عليه السلام: "اكلفوا من العمل ما تطيقون، فإن الله لا يمل حتى تملوا". وإنما جاز وقوعها موقع الحين؛ لأنها تستعمل في الزمان، كقوله:

<<  <  ج: ص:  >  >>